الفكر السياسى فى العصر المسيحى


 .
فانطلاقا من قول المسيح
“مملكتى ليست من هذا العالم”
اعتبرت المسيحيه ديانه روحيه وليست دين ودوله معا
ولم يذكر فى تعاليم المسيحيه أى من الافكار السياسيه
وان نصت تعاليم المسيحيه على مبدأ الطاعه والتسليم للسلطه الزمنيه القائمه
كما أكد بولس الرسول
على ان تعاليم السلطان من عند الله
وأكد بطرس الرسول هذا التصور
كما أكدوا على طاعة الحاكم طاعه مطلقه
حتى الحاكم المستبد وأن خالف تعاليم الدين !

. اتسم الفكر السياسى المسيحى فى العصور الوسطى
بالصراع الدينى الدنييوى بين السلطه الزمنيه المتمثله فى “الامبراطور”
والسلطه الدنينيه المتمثله فى “البابا”
حيث ادعت كنسية قسطنين ان الامبراطور قسطنطين
قد تنازل عن اللقب للبابا سلفستر
ثم تلقاه منه مره اخرى فنشأت نظرية
“القيصر باباويه”
التى انتهت الى ان السلطه الزمنيه تقوم على امور الحكم الدنيويه
والسلطه الدينيه تقوم على الامور الروحانيه
كل منهم متقيدا بمضماره
وعلى الفرد أن يتوجه بولاءه لكلتا السلطتين كلا فى مجاله
انطلاقا من قول المسيح
“اعطلوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ”

ثم ظهرت نظرية السيفين للبابا “جلاسيوس” .
والتى تربط السلطه الدنينيه بالسلطه الزمنيه
وتنص على ان السطلطتين مرتبطان ببعضهما
وكلاهما من عند الله
وأكد بولس هذه النظريه
وقال “أن السلطان من عند الله والسلاطين مرتبين من عند الله فيجب اطاعتهم اطاعه تامه”

ثم ظلت هذه المسأله تشغل الفكره السياسى
حتى شغل “جريجورى السابع”
منصب البابا عام 1075
حيث قال بأن العالم بأسره دوله مسيحيه واحده
يجب أن تخضع لبابا واحد له العصمه
وأن الكنيسه لها السلطه على الامبراطوريه
والامبراطور له الصلاحيات التى تمكنه من عزل الملوك والسلاطين
وأكد أن السلطه الدينيه أعلى من السلطه المسيحيه
ثم أعلن جريجورى السابع عام 1075 فى مجتمع دينى
أنه ليس من حق الحاكم العلمانى أن يقلد أحد من رجال الكنسيه شارات المنصب الدينى
ثم جاء الصدام بين الامبراطور هنرى الرابع
والبابا جريجورى
حيث قام الامبراطور بتجريد البابا جريجورى من منصبه
ولم يتأثر البابا جريجورى بقرار هنرى
ثم قرر حرمان الامبراطور من رحمة الكنيسه
فهاجر هنرى الرابع الى تكسانا عام 1077
ووقف يطالب بالمثول أمام البابا للعفو عنه
ولكن لم تفلح محاولاته
وشغل منصب الامبراطور ملكا جديدا وهو رودلف
فنشبت الحرب بين هنرى وردلف وانتهت بهزيمة رودلف
فعاد هنرى امبراطورا وجرد جريجورى من مصبه عام 1084
وعين مكانه كليمنت الثالث
ثم جاءت اتفاقية فورمز عام 1122 لتنهى الصراع على التنصيب الدينى
وان أنهته ولكن الخصومه ظلت شديده بين الامبراطور والبابا

وبذلك فقد تسلط اللاهوت على مجال الفكر السياسى فى العصر الوسيط
فراح فقهاء الكنيسه الكاثولكيه يصبون مفاهيم أرسطو وشيشرون
ولكن فى قالب دينى .

*هوامش
“محاضرات فى العلوم السياسيه”
للدكتور محمد غنيم والدكتور سعيد اللاوندى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق